سيرة الصحابي عمر بن الخطاب
تعريف عمر بن الخطاب
هو الصحابي عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي رضي الله عنه , و امه هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية , ولد بعد عام الفيل بتلاثة عشر سنة و قيل بعد اربع سنوات من الفجار الاعضم .
قال علماء السير و التاريخ انه كان طويلا , جسيم القامة , اصلع الراس و شديد الحمرة .
كانت تتميز شخصيته بالقوة , العزم و الحزم , كان صاحب ارادة و له هيبة خاصة بين الناس , و قد كان من القلائل الذي يعرف الكتابة و القراءة بالاضافة لرجاحة عقله و حسن تصرفه , و حسه العالي بالمسؤولية , و حرصه على العدل و عدم ظلم الناس , و كان يملك عشرة ابناء ذكور .
اسلام عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب في الجاهلية اشد الناس بطشا و من اكثر الناس ادى للمسلمين , و في احد الايام كان عمر يتجول في مكة و دار حوار بينه و بين رجل من بني زهرة , فاخبره ان اخته وصهره قد اسلما , فغضب عمر لذلك غضبا شديدا و توجه مسرعا الى بيت اخته و زوجها و الصحابي خباب بن الارث رضي الله عنه و كانا يتدارسان القران , فاوسعها ضربا هي و زوجها , و بعد حين لمح عمر بن الخطاب القران الذي كان يتلوانه , فجاءت اخته بصحيفة فيها سورة طه فقراها عمر و بث الله في قلبه الايمان و شرح صدره , فتوجه الى دار الارقم و هو المكان الذي كان النبي يقيم فيه مع اصحابه , فلما راه الرسول عليه السلام قال اسلم يا عمر , فنطق هذا الاخير بالشهادتين و كبر المسلمون تكبيرا سمعه اهل مكة فرحا باسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه , و قد كان اسلامه عزا للمسلمين .
اشتهر عمر بن الخطاب بالعديد من المواقف التي ابان فيها عن ايمانه و اسلامه الحقيقي و كذا اخلاقه العالية , و من بين هاته المواقف نذكر :
- بعد تولي عمر بن الخطاب الخلافة , دخلت عليه زوجته فوجدته يبكي فسالته هل حدث شيئ , فقال لها : لقد توليت امر امة محمد , ففكرت في الفقير الجائع و المريض الضائع , و العاري المجهول و المقهور و المظلوم و الغريب و الاسير و الشيخ الكبير , وعرفت ان ربي سيسالني عنهم جميعا فخشيت و بكيت .
- خرج عمر بن الخطاب في احد الليالي مع احد اصحابه الى مكان ممتلئ بالصخور , فوجد امراة و صبيانها يشعلون النار و يبكون , فسال عمر المراة عن سبب بكاء الصبية فقالت من الجوع , فقال عمر و اي شيئ على النار فقالت : ماء اعللهم به حتى ينامو , الله بيننا و بين عمر , و هي لا تعلم بان عمر من يسالها , فبكى هذا الاخير ورجع يهرول الى الدار و اخرج الدقيق و الشحم و قال ل اسلم مولى و هو احد اشهر رواه الحديث : يا اسلم احمله على ظهري , فرد اسلم : انا احمله عنك يا امير المؤمنين , فقال عمر : اانت تحمل وزري عني يوم القيامة , فحمله على ظهره و انطلق الى المراة و طبخ الطعام , ثم اطعمهم و اوصى لهم بالنفقة .
- في عام الرمادة الذي اصيب فيه المسلمين بالقحط و الجوع , كان عمر بن الخطاب لا ياكل الا الخبز و الزيت حتى اسود جلده و يقول : بئس الوالي انا , ان شبعت و الناس جياع , و كان يحدث بطنه قائلا : قرقري او لا تقرقري ,لن تذوقي اللحم حتى يشبع اطفال المسلمين .
- قال عروة بن الزبير احد مؤرخي الدولة الاسلامية انه راى امير المؤمنين يحمل قربة ماء , فقال له يا امير المؤمنين لا ينبغي لك هذا , فرد عليه عمر : لما اتاني الوفود سامعين مطيعين , دخلت نفسي نخوة , فاردت ان اكسرها .
اغتيال عمر بن الخطاب
يوم الاربعاء الموافق ل 23 شهر تشرين سنة 644 ميلادية , خرج عمر بن الخطاب من منزله كي يؤم الناس في صلاة الفجر , و بعد ان كبر استعدادا لبدء الصلاة , دخل فيروز الى المسجد و هو خادم لمغيرة بن شعبة احد زعماء الثقيف بمنطقة طائف ووقف الى جانب الخليفة ثم طعنه بخنجر له ست طعنات , و بعد ان شعر عمر بن الخطاب بما جرى , التفت الى المصلين ثم قال ادركوا الكلب فقد قتلني , فتصدوا له المصلين , فبدا يطعنهم حتى اصاب 13 مصليا , فجاء عبد الله بن عوق بردائه و القاه على فيروز وتمكنوا من طرحه ارضا , ثم قتل هذا الاخير نفسه منتحرا بخنجره عندما ادرك انه سيقتل لا محالة .
و قد كانت الطعنة التي اصابت الخليفة عمر بن الخطاب تحت سرته قاتلة , فساءت حالته , و توفي بعد ثلات ليال على هذه الحادثة , و دفن بجانب خليفة المسلمين ابي بكر الصديق رضي الله عنه .
مقال جميل و مفيد❤️❤️
ردحذفشكرا
حذفموضوع مفيد
ردحذف